مقالات
حمى الذكاء الاصطناعي.. وداعاً للإنسان، خلال سنوات الروبوتات تقود العالم
بقلم: هاني كمال الدين
عندما يتحمس إيلون ماسك للدفاع عن التطور التكنولوجي الرهيب، وعندما يتفق اليساريون مثل كيفن مكارثي وجو بايدن على قضية محددة، هنا فقط يجب أن يثير ذلك الاهتمام والقلق معاً.
ذلك أن التحولات العميقة تلك هي في الحقيقة نتيجة طبيعية لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي غيرت بالفعل طريقة تفكيرنا وأثرت على اتخاذ القرارات خصوصاً تلك المهمة التي تتميز بطبيعة ثورية سوف تقلب حياتنا رأسًا على عقب.
تتم الآن مناقشة قضية “الذكاء الاصطناعي” في الوقت الحالي ومدى ما يمكن أن تحدثه من تأثير على مجموعة متنوعة من القضايا، فهو ليس قضية واحدة يمكن الاتفاق عليها بسهولة. فمن الممكن أن يكون الذكاء الاصطناعي قضية اقتصادية بالأساس، حيث يتساءل البعض عن تأثيره على سوق العمل وعلى عدد الموظفين المحتملين للتسريح من أعمالهم واستبدالهم بالروبوتات.
كما يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي قضية سياسية، حيث يثير السؤال حول مدى تأثيره على السياسة الخارجية والدبلوماسية، ومدى القدرة على التنافس مع دول أخرى متقدمة للغاية في هذا المجال.
وهناك أيضًا قضية الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالمعلومات المضللة والأخبار الزائفة، ومدى تأثيره على الحياة الاجتماعية والسياسية للكثير من البلدان. ومع ذلك، يثور جدل شديد حول الذكاء الاصطناعي بين المتفائلين من التقنيين الذين يؤمنون بأنه سيجلب عصرًا جديدًا من الازدهار، والمتشائمين الذين يرونه قوة مدمرة ومزعزعة للاستقرار.
الوضع الحالي يتسم بالضبابية وعدم الرؤية الواضحة لما يمكن أن يكون عليه الوضع عندما يهيمن الذكاء الاصطناعي على حياتنا، خصوصاً أن حمى التوجه نحو هذه التكنولوجيا أصبحت متسارعة للغاية وبشكل جدي قبل أقل من ستة أشهر من إطلاق ChatGPT.
ببساطة، لم يكن لدى الناس الوقت الكافي لاتخاذ مواقف واضحة بشأن التكنولوجيا، ناهيك عن النظر في مخاطرها وفوائدها. وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة وهي ليست ببعيدة عنا.