خبير اقتصادي يكشف حجم المفارقات الاقتصادية في السودان
أكد الدكتور عبد المنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية أن السودان بلد غني بالموارد الطبيعية بما في ذلك الزراعة والأراضي الخصبة والثروة الحيوانية والمعدنية والنباتية والمائية. يعتمد السودان بشكل أساسي على الزراعة التي تمثل 80٪ من النشاط السكاني. كما أنها تعتمد على الصناعة ، وخاصة الصناعات الزراعية.
وقال عبد المنعم ، في تصريحاته ، إن بلد المفارقات الاقتصادية بلد تبلغ مساحته أكثر من 1.8 مليون كيلومتر مربع ، ويمتلك ثروات طبيعية هائلة ، وعلى رأسها الذهب ، حيث يعتبر السودان من أكبر المنتجين. من المعدن النفيس في إفريقيا ، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن إنتاج الذهب في السودان يتجاوز سنويًا حاجز الـ 100 طن ، دون مراعاة عمليات التهريب.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن السودان يمتلك ثروة زراعية ، إذا تم استخدامها ، ستكون قادرة على جعله أكبر اقتصاد زراعي في العالم وقادر على إطعام مليار شخص حول العالم ، حيث تتجاوز الأراضي الزراعية حاجز 80. مليون فدان بالإضافة إلى الثروة المائية الهائلة التي تتدفق في السودان. أكثر من 10 أنهار ، بالإضافة إلى الاحتياطيات الهائلة من المياه الجوفية والثروة الزراعية ، تليها ثروة حيوانية ضخمة تقدر بنحو 110 ملايين رأس ماشية ونحو 140 مليون فدان من المراعي.
وأضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية ، أن السودان صاحب خامس أكبر احتياطي نفطي في القارة الأفريقية ، باحتياطيات تقدر بنحو 5 مليارات برميل ، رغم انفصال الجنوب عنه عام 2011 ، بالإضافة إلى احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي.
وأضاف أن السودان يمتلك ثالث أكبر احتياطي لخام اليورانيوم في العالم باحتياطي يصل إلى نحو 1.5 مليون طن.
وأكد أنه رغم كل هذه الثروات والإمكانيات ، فإن نصف الشعب السوداني يقع تحت خط الفقر ، ويستورد السودان 50٪ من القمح وبنك مركزي يكاد يخلو من احتياطيات النقد الأجنبي ، وتتجاوز نسبة البطالة فيه 66٪. في دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 47 مليون مواطن ، ولا توجد بنية تحتية أو طرق أو بنية اقتصادية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية والعربية في السودان.
يواجه ثلث سكان السودان أزمة جوع متصاعدة ، مما يزيد من تداعيات الأزمة الحالية المؤلمة ، حيث تؤكد جميع المؤشرات الاقتصادية وجود اختلالات في بنية الاقتصاد السوداني ، حيث تجاوز معدل التضخم 300٪ ، معدل البطالة 66٪ ، ومعدل الدين الخارجي يزيد عن 220٪ فقط من حجم الناتج الإجمالي ولا توجد حلول سوى إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني ، والاستفادة من الموارد الطبيعية والثروات المتاحة له ، وخلق مناخ استثماري لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.